الاثنين، 28 أبريل 2014

بلقاسم حمام

الكاتب: Unknown   بتاريخ :  11:58 ص   بدون تعليقات


ثمار مسعد… رجال.. ينجزون ويموتون في صمت.. ثمار الذاكرة

قرأت عبارة أعجبتني … (( قيم سلوكاتك… فهي أطول عمرا منك..))… سيتذكرك الناس في أحاديثهم يوما ما .. ولكن بأي صفة سيضربون بك المثل .. أفي أعمال الخير والتسابق فيها والمبادرة إليها ..أو إلى إنجاحها إن كانت من الآخر … فيزداد الخير والحسنات إليك وأنت في قبرك في حياة برزخية مع الأرواح الطيبة … لتسأل من أين هذا فتجاب من أن هذا من فلان وفلان ذكرا أعمالك من الخير فأعجبا به فتأسيا بك … أو فلان تذكر كلماتك في الخير .. أو نصائحك.. أو عباراتك في إصلاح ذات البين … فعمل خيرا أو تجنب شرا … إن الذاكرة الطيبة تبقى تعمل ليتذكر الناس كلماتك وسلوكاتك…وتفكيرك.. الذي تدعوا إليه … قال سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يلخص مدار حياته في (( ..قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)) ..
يقابل هذا النمط الحياتي .. نمط آخر .. يعيش حياة أقلها أنه …
لا يدري لماذا هذه الحياة .. ؟…. من هو في هذا العالم…؟؟  … ما الهدف من وجوده…؟؟ .. هل له أية قيمة أو أي دور يمكن أن يؤديه في حياته..؟؟؟  لماذا لا يشعر بالراحة والاستقرار كلما أعطى لنفسه الحرية والتحرر من كل القيود…؟؟  أين تكمن حقيقة الحرية ..؟؟ لماذا أناس كثيرون ماتوا ولكن بقيت سيرة حياتهم تتذكر كل صغيرة وكبيرة مما فعلوا من أمور .. يذكرون مغامراتهم رغم أنها مليئة بالسوء والشر .. ورغم أننا مطالبون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أذكروا موتاكم بخير))… إلا أن البعض لا يزال يذكرها للتفكه لأحيانا والضحك .. أو للعبرة والاتعاظ أحيانا .. ليختموا قولهم بـ (( الله يحفظنا)) .. وهم لا يعلمون وهو كان لا يعلم أن هذه السلوكات ستكون عليه وبالا حتى في قبره وتزيد عليه الأمر سوءا ليس فقط بما اقترفته يده .. بل أيضا بما تركته من أثر…
كم في حياتنا .. ومن مدينتنا مسعد الطيبة من رجال تركوا أثارا طيبة فكانوا ثمارا لرجال سبقوهم  ومن نواتهم أصبحوا أشجارا أنتجت خيرا كثيرا … كم من أبطال ضحوا من أجل هذه المدينة وهذا الوطن .. وسقت دماؤهم تربتها كما سقى اخوانهم تربة الجزائر الطاهرة … كم من علماء أفذاذ تركوا آثارهم وسيرتهم لتكون أسوة لأصحاب الإرادات الخيرة وكم من شرفاء شاركوا في بناء هذه المدينة الحبيبة وسجلوا بصمتهم … كم من رجال طيبين ساهموا في بث الحياة فيها بغرس أشجار أو عمارة مسجد أو حي أو تجارة أو تطوع أو حفر آبار أو بناء سد أو توزيع مساعدات وإعانات أو كفالة يتيم أو أرملة .. أو بذر الخير في نفوس شباب أو تلاميذ أو طلبة أو عناصر كشفية أو رياضية …. كم هناك رجال أصلحوا ذات البين من المتخاصمين …كم وكم…
إن أبواب الخير كثيرة .. قال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا نكثر (أي العمل ) قال : الله أكثر ( في الجزاء والعطاء) فلنقيم سلوكنا ونحاسب أنفسنا .. ونترك الأثر الطيب الذي يبقى يعمل لنا حتى بعد مماتنا.. ولنكن مفاتيحا للخيرا مغاليقا للشر … ليس بالضرورة أن ننتظر ثمرة عملنا .. ولكن علينا أن نتأكد ونحرص على أننا نغرس الخير..

0 التعليقات:

Back to top ↑
كن على تواصل واتصال معنا

© 2013 النادي الرياضي حي المجاهدين 1999 ارائكم وتعليقاتكم وانتقادتكم شرف لنا فمرحبا بكم وبكل روح رياضيه. تعريب تقارب Converted by BloggerTheme9
Blogger templates. Proudly Powered by Blogger.